Overblog
Edit post Follow this blog Administration + Create my blog
بسم الله الرحمن الرحيم

<

جامعة القاهرة

كانت البداية من تبرعات من نخبة المصريين ، بعد أن طالب بها صحفيون ومفكرون كبار منهم مصطفى كامل الزعيم السياسي .

تبرع مصطفى كامل الغمراوي بمبلغ 500 جنيه وحده ، وزاد عدد المتبرعين حتى وصل للآلاف ،و تحقق الحلم وأصبح لمصر جامعة أهلية أقيمت أول ما أقيمت مكان الجامعة الأمريكية الحالية ، وكان يملك الأرض التي أقيمت عليها خواجة اسمه جناكليس ، وقد أجّر الأرض للمصريين بما قيمته 400 جنيه سنويا ، وأقيم حفل الافتتاح

ديسمبر 1908 وفي حضور الخديو عباس الثاني  تم الافتتاح في مجلس شورى القوانين ، وبدأت الدراسة على شكل محاضرات في أماكن متفرقة إذ لم يكن للجامعة مكان محدد إلى هذا الحين ، حتى تم تأجير جزء من سراي الخواجة جناكليس

ونتيجة للمصاعب المالية التى تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى انتقل مبناها إلى سراى محمد صدقى بميدان الأزهار بشارع الفلكى اقتصادا للنفقات. وقد كافحت الجامعة الوليدة لتقف على قدميها، ولكى تتمكن من إعداد نواة لهيئة التدريس بها بادرت بإرسال بعض طلابها المتميزين إلى جامعات أوربا للحصول على إجازة الدكتوراة والعودة لتدريس العلوم الحديثة بها وكان على رأس هؤلاء المبعوثين طه حسين، ومنصور فهمى، وأحمد ضيف، كما أنشأت الجامعة مكتبة ضمن نفائس الكتب التى أهديت لها من داخل البلاد وخارجها.

وأخيرا فكرت الحكومة في إنشاء جامعة حكومية ، لأن السابقة جامعة أهلية من صنع أهل مصر ،  وتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج فى الجامعة الجديدة على أن تكون كلية الآداب نواة لهذه الجامعة

وكانت الحكومة قد ضمت لها المدارس العليا القائمة في مصر وقتها وهي مدرسة الطب ومدرسة الحقوق  ، ومن هنا بدأت تظهر ملامح الجامعة المصرية وفى 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية بأسم الجامعة المصرية وكانت مكونة من كليات أربع هى الآداب، والعلوم، والطب، والحقوق، وفى العام نفسه ضمت مدرسة الصيدلة لكلية الطب

فاطمة إسماعيل ودورها العظيم

هي عمة الخديو إسماعيل

 

كانت الدار التى تقيم فيها الجامعة ليست ملكا لها، وكانت تنفق فى كل عام لإيجارها أموالا كثيرة، بلغت فى العام الواحد 400 جنيها، وكانت الجامعة فى حاجة إليها، لإنفاقها فى سبل أخرى، كالإرساليات والتعليم وغير ذلك، هذا بالإضافة إلى أن هذه الدار (وكان موقعها مقر الجامعة الأمريكية الآن) لا تفى بحاجاتها، ولا تصلح لأن تكون مقرا ثابتا لها، كما كان صاحبها "جناكليس" غير راغب فى استغلالها على سبيل الإيجار، وإنما كان يريد بيعها سواء للجامعة أو لغيرها، حتى لقد تدخل الأمير أحمد فؤاد، وطلب من "جناكليس" مد عقد الإيجار لأربع سنوات أخرى، فقبل الأخير على أن لا يؤجرها لهم بعد تلك المدة.

وعندما أطلع الدكتور/محمد علوى باشا الأميرة فاطمة (وكان طبيبا خاصا بأسرتها) على هذه الظروف التى تمر بها الجامعة، بالإضافة إلى اختلال ميزانية المشروع التى كانت تهدده بالتوقف إذا استمرت تلك الظروف دون معونة جادة تضمن باستمراره وتقدمه وتوطيد أركانه، أعلنت له أنها على استعداد لبذل ما لديها لأجل ذلك. فأوقفت ستة أفدنة خصتها لبناء دار جديدة للجامعة، هذا بخلاف 661 فدانا من أجود الأراضى الزراعية بمديرية الدقهلية، من ضمن 3357 فدانا خصصتها للبر والإحسان وجعلت للجامعة من صافى ريعها (ريع 3357 فدانا و14 قيراطا و14 سهما) 40% بعد خصم استحقاقات ومرتبات يبلغ مجموعها 5239 جنيها كل سنة، وقدر إيراد هذه الوقفية بميزانية الجامعة بمبلغ 4000 جنيها سنويا.

وقد أجرت الجامعة احتفالا بوضع حجر الأساس لها فى يوم الاثنين الموافق 3 جمادى الأول 1322هـ / 31 مارس 1914م، فى الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، وذلك فى الأرض التى وهبتها دولة الأميرة فاطمة.

وتصدر الاحتفال سمو الخديوى عباس حلمى الثانى، ووضع الحجر الأساس بيده ، بحضور الأمراء والنظار، وفضيلة قاضى مصر، وشيخ الجامع الأزهر، وأكابر العلماء، وقناصل الدول، ورئيس وأعضاء الجمعية التشريعية، وذوى المقامات وأصحاب الصحف والأدباء فى مصر.

ولم يحضر هذا الاحتفال جناب اللورد كتشنر، ولا قائد جيش الاحتلال، كما أنهما لم يعتذرا.

وقال البعض إن افتتاحها 1908 فهذا اختلاف بسبب أن الأولى هي الجامعة الأهلية ، أما الثانية التي وهبت أرضها فاطمة إسماعيل فهي الجامعة الحكومية ، والتي تم افتتاحها 1914 وقد تأخر - في ظني -  المرسوم الذي يعلن عنها إلى عام 1925

ولقد كتب على الحجر الأساس هذه العبارة : "الجامعة المصرية، الأميرة فاطمة بنت إسماعيل، سنة 1332 هجرية"، وأودع الحجر بطن الأرض، ومعه أصناف العملة المصرية المتداولة، ومجموعة من الجرائد التى صدرت فى يوم الاحتفال، ونسخة من محضر وضع الحجر الأساس، الذى توج بتوقيع الخديوى، وصاحبة الدولة والعصمة المحسنة الكبيرة الأميرة فاطمة، وتلاهما فى التوقيع دولة الأمير "أحمد فؤاد باشا" رئيس شرف الجامعة، فرئيس وأعضاء مجلس إدارتها.

 الأميرة فاطمة تتبرع بمجوهراتها

وأعلنت الأميرة فاطمة أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتى قدرت آنذاك بـ26 ألف جنيها، وذلك بعرض بعض جواهرها وحليها للبيع. وكانت قد أهدتها للمشروع، وأن على إدارة الجامعة أن تتولى بيعها وفقا لما يتراء لمصلحة الجامعة. فعندما عرضوها بالجامعة لم يتم التوفيق فى بيعها، فاتخذوا قرارا بأن يعرضوها للبيع خارج القطر المصرى

وكانت الجامعة قد أوكلت للدكتور محمد علوى باشا (طبيب الأميرة فاطمة) عملية بيع المجوهرات، وتمكن محمد علوى باشا من بيعها بسعر مناسب جدا عاد على الجامعة بالنفع الكبير، فقد بلغ إجمالى بيعها حوالى 70000 جنيها مصريا على التقريب

ومن فيض كرم الأميرة فاطمة إسماعيل أنها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، وخاصة أن الخديوى عباس حلمى الثانى كان قد أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح هو والأمير أحمد فؤاد.

وبعد أن تم وضع أساس هذا البناء العلمى الضخم، عاد الخديوى الجناب العالى عباس حلمى الثانى والمدعون إلى سرادق الاحتفال، وهناك وقف حضرة زكى أفندى عكاشة، فأنشد بصوت رخيم قصيدة من بدائع الأمير الشعر العربى أحمد شوقى بك:

  • كلمة الشعر فى حفلة الجامعة

يا بارك الله فى عباس من ملك

وبارك الله فى عمات عباس

ولا يزال بيت إسماعيل مرتفعا

فرع أشم وأصل ثابت راس

وبارك الله فى أساس جامعـة

لولا الأميرة لم تصبح باساس

يا عمة التاج ما بالنيل من كرم

إن قيس بحركم الطامى بمقياس

لم تكسب التبر يمناه ولا قذفت

كرائم الدر والياقوت والماس

ولا بنى الدار بالعرفان زاهية

زهو السماء بمصباح ونبراس

Tag(s) : #من كنوز التاريخ

Share this post

Repost0
Statistics